سلامة القلب

حين اخذ ابيمالك ساراي كزوجة له دون علم منه انها زوجه لابراهيم
ظهر الله في حلم لابيمالك ليعاتبه فاجاب ابيمالك

تك :20
5- الم يقل هو لي انها اختي و هي ايضا نفسها قالت هو اخي بسلامة قلبي و نقاوة يدي فعلت هذا.
6- فقال له الله في الحلم انا ايضا علمت انك بسلامة قلبك فعلت هذا
و انا ايضا امسكتك عن ان تخطئ الي لذلك لم ادعك تمسها.

هكذا يعلن الرب ان مدي سلامة القلب ونقاوة الايد هي المحك الذي الذي يحكم به علي الانسان
لم يكفي ان يبرر ابيمالك نفسه ويقول انه كان سليم القلب ولا يكفي ان ندعي نحن علي الله اننا تصرفنا بحسن نيه

لكن يلزم ان يبررنا الله نفسه لأنه فاحص القلوب ومختبر الكلي
يلزم ان يعلن هو انه رأي سلامة القلب هذه

سلامة القلب هذه تدعو الله ان يسرع الي حفظ اصحاب هذه القلوب من تصرفاتهم الشخصيه والتي قد تؤدي بهم الي خطيه

سلامة القلب ايضا توفرت لدي يوسف الصديق فقوي الله ارادته ونجاه من الوقوع في الخطيه مع امرأة فوطيفار

سلامة القلب ايضا توفرت لدي شاول حين كان يضطهد المؤمنين فظهر له الرب لينقذه ويستخدمه
وايضا حول اريانوس الوالي اشهر من اضطهد المسيحين الي شهيد
علي الرغم من ان الكثيرين الذين اضطهدوا شعب المسيح تركهم ليزدادوا شرا

سلامة القلب ايضا توافرت لدي القديس الانبا انطونيوس حين قرر اعتزال الناس والرهبنه
ولكنه اختار مكانا قريبا من الناس وكانت النتيجه أنه رأي امرأه تستحم
لكن الله نجاه وامسكه عن السقوط في الشهوه عن طريقها وارسل له رساله علي فمها
فوبخته ونبهته ان يذهب الي البريه الجوانيه

من المؤكد ان الامر كان ليختلف لو أن الانبا انطونيوس او شاول او يوسف سلكوا مسلكهم هذا
عن تدين ظاهري او تدين خاطئ

نفس ماحدث مع الانبا انطونيوس حدث مع داود الملك حين رأي هو الاخر امرأة تستحم
لكن يبدو والعلم عند الله ان هذه اللحظه لم تكن سلامة القلب كامله لدي داود ولدي المرأه
فلم يمسكهما الله عن السقوط بل تركهما كلاهما للشهوة

في حين ان اوريا زوج المرأه لسلامة قلبه نجاه الله من خديعة زوجته وداود له
حين استدعاه داود بحجه واهيه وطلب منه ان يبيت في بيته
لكنه رفض ان ينام علي فراشه وتابوت عهد الرب في الخيام بسلامة قلب فنجا من الخديعه
واستحق ان يكون شهيدا في حرب الرب ( 2صم 11 : 6- 20 )

ولعل لوط ايضا لم تتوافر له سلامة القلب حين اختار الارض الجيده الخصبه سدوم وعموره
لهذا لم يمسكه الرب عن امتلاكها ففقد فيها براءته وامراءته وبراءة ابنتيه

العجيب ان الله امسك ابيمالك عن ان يخطئ مع ساراي وامسك ايضا فرعون عن ان يمسسها
وكلاهما تعرض لنفس الظروف في كلتا الحالتين قال ابراهيم عن ساره انها اخته وقالت هي انه اخي

لكن مع ابيمالك لسلامة قلبه لم يؤذيه او يؤذي شعبه
في حين انه قتل ابكار فرعون

ايوب ايضا فعل كل بر ولكن يبدو ان سلامة القلب لم تكن كامله وكان بداخله قليل من شهوة البر الزائد
لهذا ترك الله ابليس يدمر كل ممتلكاته ولكن لا يمس نفسه
دمر ممتلكاته ليخلص من هذه الشهوه وحفظ نفسه وروحه من الهلاك

يحدث معنا هذا ونراه في حياتنا كثيرا حين نتعامل بسلامة قلب مع امور تنطوي علي مخاطر بداخلها
ونجد اننا نجونا منها دون ان ندري كيف
ونجد ان اشخاص اخرين في نفس الظروف لا ينجون
لان الله فاحص القلوب وجد ان هناك قليل من شهوه او طمع خفي

لكن لا يجب ان نظن ان كل من يتعرض للتجربه او يترك للسقوط في ايدي الاشرار
هو انسان غير نقي فهذا موضوع اخر

فما اعجب احكام الله عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء

يارب
كثيرا ما تدفعني شهواتي وغرائزي نحو تصرفات تتسبب في اذي لي
انت ترحمني وتنجيني كثيرا حتي وان تصرفت بدون سلامة القلب
فأنخدع وأظن انك تسترني دائما مهما اخطأت
وأستمر في غباوتي
يارب
ارجوك احمني من غباوة قلبي
يارب
كثيرا ما اشمت في الاخرين وادينهم واقول ان ما حل بهم من مصائب نتيجة سوء قلبهم
علمني كيف التمس الاعذار واظن فيهم سلامة القلب
--------------------